خاص | دمشق تبلغ بغداد عدم ممانعتها نقل رفات مسلحي الفصائل
قال مسؤول أمني عراقي بارز لـ"العربي الجديد" إن السلطات السورية أكدت عدم ممانعتها مسألة نقل رفات مقاتلين عراقيين ينتمون لعدة فصائل مسلحة، قُتلوا خلال الفترة التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كاشفاً عن إطلاق الجانب السوري سراح 3 عناصر من مليشيات عراقية، كبادرة حسن نية.
وخلال الأيام الماضية، شهدت بغداد مواقف إيجابية عدة على مستوى الحكومة تجاه الملف السوري، أكدت بالمجمل "عدم التدخل بالشأن السوري، واحترام خيارات الشعب"، مع عدم إخفاء القلق من الورقة الأمنية المتمثلة بتهديدات على طول الحدود، وهو طرح يعتبره مراقبون مبالغاً به من قبل العراق، خاصة أنه أكمل نحو 80% من السور الإسمنتي العازل على حدوده مع سورية، إلى جانب تضاؤل مقدرة جيوب وخلايا تنظيم داعش على إحداث تهديدات أمنية جدية على مستوى الأمن العراقي.
واليوم الأربعاء، قال مسؤول أمني عراقي في بغداد إن الجانب السوري وافق على نقل رفات مقاتلين عراقيين ينتمون لعدة فصائل، كانوا قد قتلوا ودفنوا في سورية، قبل سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، مؤكداً أن الرد السوري كان من خلال تواصل مع شخصية أمنية عراقية، لبحث بعض الملفات، وأكد الجانب السوري عدم ممانعته نقل رفات المقاتلين المدفونين، وغالبيتهم في منطقة حلب وحمص، الذين كانوا قد قتلوا هناك، وتعذر نقلهم إلى العراق بعد إغلاق الحدود والانسحاب السريع للفصائل من الأراضي السورية.
وتحدّث عن احتمالية وجود جنسيات أخرى، لكن بالنسبة للعراق، فهو غير معني بغير مواطنيه الذين يضغط ذووهم لنقلهم إلى العراق، كما أنه لا يُعرف حتى الآن العدد النهائي لهؤلاء. وكشف عن أن الجانب السوري أطلق سراح ثلاثة مقاتلين من مليشيا عراقية مسلحة، كان قد جرى اعتقالهم من قبل فصيل سوري، خلال معارك ردع العدوان، كبادرة حسن نية من قبل الإدارة السورية الجديدة، وكان هذا خلال الزيارة التي قام بها رئيس جهاز المخابرات العراقي حميد الشطري إلى دمشق، في السادس والعشرين من ديسمبر الماضي، على رأس وفد أمني واستخباري عراقي، والتقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، في لقاء غلب عليه الطابع الأمني.
وبحسب المسؤول العراقي، فإنه "من غير المعروف متى وكيف سيتم ذلك، لكن الرد السوري، كان عدم ممانعته بهذا الشأن". وفي الأسبوع الماضي، كشف الشطري عن إيصال رسائل مباشرة للإدارة السورية الجديدة في دمشق، تناولت الجوانب الأمنية على وجه التحديد، متحدثاً عن أن بلاده لم تكن تدعم نظام بشار الأسد، بقدر ما كانت مهتمة بمعرفة البدائل في حال التغيير هناك.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع) عن الشطري قوله إن "الأحداث الأخيرة في سورية تمثل نقطة تحول في المنطقة، ونأمل في أن يسهم ذلك في تعزيز الاستقرار، رغم بعض المخاوف المتعلقة بوجود جماعات مسلحة وأماكن للصراع في المنطقة"، مؤكداً أن "العراق أرسل رسائل باحترام إرادة الشعب السوري"، مشدداً على أن "العراق مستمر في إرسال الرسائل والتواصل مع القيادة السورية، لتحقيق نتائج إيجابية وهناك تفاعل معها".
وسبقت تصريحات الشطري هذه تأكيدات لوزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بعدم وجود أي تحفظ أو شروط من بغداد لتقبّل التعامل مع القيادة السورية الجديدة، مؤكداً أن حكومة بلاده ستدعو الرئيس السوري أحمد الشرع إلى حضور قمة بغداد التي ستُعقد في مايو/ أيار المقبل. وقال حسين، في تصريحات للصحافيين، إنه "وجّه دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة بغداد، وسيكون في العاصمة العراقية قريباً جداً"، مشيراً إلى أن "القمة التي سيحتضنها العراق في مايو المقبل، ستشهد توجيه الدعوة لجميع قادة الدول العربية، بمن فيهم الرئيس السوري أحمد الشرع". وبحسب الوزير العراقي، فإن بلاده ليست لديها أي شروط في ما يتعلق بالعلاقات مع سورية، لكنه قال إن لديه مجموعة آراء متعلقة بمستقبل سورية، دون أن يذكر ما هي تلك الآراء.